مواطن بلجيكي دأب
طوال 20عاماً على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي على دراجته الهوائية حاملا على
ظهره حقيبة مملوءة بالتراب، وكان رجال الحدود الألمان على يقين انه "يهرب"
شيئاً ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب (!).
السر الحقيقي لم
يكشف إلا بعد وفاة السيد ديستان حين وجدت في مذكراته الجملة التالية: "حتى زوجتي
لم
تعلم انني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا"!!.
أما عنصر الذكاء
هنا فهو (ذر الرماد في العيون وتحويل أنظار الناس عن هدفك الحقيقي!).
القصة الثانية :
أيضاً، جاء عن حذيفة
بن اليمان انه قال: دعاني رسول الله ونحن في غزوة الخندق فقال لي : اذهب الى معسكر
قريش فانظر ماذا يفعلون ، فذهبت فدخلت في القوم (والريح من شدتها لا تجعل احداً يعرف
احدا)
فقال ابو سفيان
: يا معشر قريش لينظر كل امرئ من يجالس (خوفا من الدخلاء والجواسيس) فقال حذيفة: فأخذت
بيد الرجل الذي بجانبي وقلت: من أنت يا رجل؟ فقال مرتبكا: أنا فلان بن فلان!.
ثم اخذت بيد الرجل
الاخر من الطرف الاخر و سالته : من الرجل فقال انا فلان بن فلان و بهذا لم يكن احد
ليساله عن اسمه فقد سبق الاثنين بالسؤال
وعنصر الذكاء هنا
(أخذ زمام المبادرة والتصرف بثقة تبعد الشك؟).
القصة الثالثه :
روى فى الاثر ان
رجلا كان يمشى فى باديه
فقال : احتجت إلى
الماء بالبادية فمر اعرابي ومعه قربة ماء فأبى إلا أن يبيعني اياها بخمسة دراهم فدفعت
إليه الدراهم ولم يكن معي غيرها وبعد أن ارتويت
قلت : يا أعرابي
هل لك في السويق
قال : هات فأعطيته
سويقا جافا اكل منه حتى عطش ثم قال: ناولني شربة ماء؟
قلت : القدح بخمسة
دراهم ، فاسترددت مالي واحتفظت بالقربة!!.
.. وعنصر الذكاء هنا (إضمار النية وخلق ظروف
الفوز)!!
القصة الرابعة :
وأخيراً هناك حركة
ذكية بالفعل قام بها أحد النبلاء الفرنسيين.. فذات يوم عاد لقصره قلقاً متجهم الوجه
فسألته زوجته عن السبب فقال: أخبرني الماركيز كاجيلسترو (وكان معروفا بممارسة السحر
والعرافة) انك تخونينني مع أقرب أصدقائي فصفعته بلا شعور.. فقالت الزوجة بهدوء: وهل
أفهم من هذا أنك لم تصدق ادعاءه!؟ فقال: بالطبع لم أصدق كلامه، إلا أنه هددني بقوله
"إن كان كلامي صحيحا ستستيقظ غدا وقد تحولتَ إلى قطة سوداء"!.. وفي صباح
اليوم التالي استيقظت الزوجة فوجدت بجانبها قطة نائمة فصرخت من الرعب والفزع ثم عادت
وركعت أمامها تعتذر وتطلب منها الصفح والغفران.. وفي تلك اللحظة بالذات خرج الزوج من
خلف الستارة وبيده سيف مسلط!.
وعنصر الذكاء هنا
هو (استغلال خرافات الآخرين والاتجاه بتفكيرهم لنهاية تخدم مصلحتك)!!.
القصة الخامسة :
عندما كادت هيئة
المحكمة أن تنطق بحكم الاعدام على قاتل زوجته والتى لم يتم العثور على جثتها رغم توافر
كل الادلة التى تدين الزوج - .. وقف محامى الدفاع يتعلق بأى قشة لينقذ موكله ... ثم
قال للقاضى
"ليصدر حكماً باعدام على قاتل ... لابد من
أن تتوافر لهيئة المحكمة يقين لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل الضحية ..
و الآن .. سيدخل
من باب المحكمة ... دليل قوى على براءة موكلى و على أن زوجته حية ترزق !!...
و فتح باب المحكمة
و اتجهت أنظار كل من فى القاعة الى الباب ...
و بعد لحظات من الصمت
و الترقب ...
لم يدخل أحد من الباب ...
و هنا قال المحامى ...
الكل كان ينتظر دخول
القتيلة !! و هذا يؤكد أنه ليس لديكم قناعة مائة بالمائة بأن موكلى قتل زوجته !!!
و هنا هاجت القاعة
اعجاباً بذكاء المحامى ..
و تداول القضاة الموقف ...
و جاء الحكم المفاجأة ....
حكم بالإعدام
لتوافر يقين لا يقبل
الشك بأن الرجل قتل زوجته !!!
و بعد الحكم تساءل
الناس كيف يصدر مثل هذا الحكم ...
فرد القاضى ببساطة...
عندما أوحى المحامى
لنا جميعاً بأن الزوجة لم تقتل و مازالت حية ... توجهت أنظارنا جميعاً الى الباب منتظرين
دخولها
الا شخصاً واحداً
فى القاعة !!!
انه الزوج المتهم !!
لأنه يعلم جيداً
أن زوجته قتلت ...
و أن الموتى لا يسيرون
القاضي إياس بن معاوية
المزني من القضاة الذين يضرب به المثل في الذكاء.
من قصصه:
يروي أن رجلاً قال
لإياس بن معاوية : لو أكلت التمر تضربني؟
قال : لا
قال : لو شربت قـِدراَ
من الماء تضربني ؟
قال : لا
قال : شراب نبيذ
التمر أخلاط منها , فكيف يكون حراماَ ؟
قال إياس : لو رميتك
بالتراب أيوجع ؟
قال : لا
قال : لو صببت عليك
قدراَ من الماء , أينكسر عضو منك ؟
قال : لا
قال : لو صنعت من
الماء والتراب طوباَ فجف في الشمس فضربت به رأسك , فكيف يكون ؟
قال : ينكسر الرأس
قال إياس : ذاك مثل
هذا .
لما ولي إياس القضاء
ظهرت له فيه مواقف تدل على فرط ذكائه......
وسعة حيلته،وقدرته
الفذة في الكشف عن الحقائق.
من ذلك أن رجلين
تقاضيا عنده,فادعى أحدهما أنه أودع لدى صاحبه مالا....
فلما طلبه منه جحده.......
فسأل إياس الرجل
المدعى عليه عن أمر الوديعة،فأنكرها وقال:
أن كانت لصاحبي بينة
فليأت بها....
وإلا فليس له علي
إلا اليمين.
فلما خاف إياس أن
يأكل الرجل المال بيمينه،التفت إلى المودع وقال له:
في أي مكان أودعته
المال؟..
قال:في مكان كذا....
فقال:وماذا يوجد
في ذلك المكان؟..
قال:شجرة كبيرة جلسنا
تحتها ،وتناولنا الطعام في ظلها..
ولما هممنا بالانصراف
دفعت إليه المال.
فقال له إياس:انطلق
إلى المكان الذي فيه الشجرة،فلعلك إذا أتيتها ذكرتك
أين وضعت مالك،ونبهتك
إلى ما فعلته به........
ثم عد إلي لتخبرني
بما رأيت.
فانطلق الرجل إلى
المكان، وقال إياس للمدعي عليه:
اجلس إلى أن يجيء
صاحبك.....فجلس.
ثم إلتفت إياس إلى
من عنده من المتقاضين،وطفق يقضي بينهم،وهو
يرقب الرجل بطرف
خفي....
حتى إذا رآه قدسكن
واطمأن التفت إليه وبادره قائلا:
أتقدر أن صاحبك قد
بلغ الموضع الذي أودعك فيه المال؟.
فقال الرجل من غير
رويه :كلا....
إنه بعيد من هنا.
فقال له إياس:
يا عدو الله تجحد
المال وتعرف المكان الذي أخذته فيه؟!
والله إنك لخائن.
فبهت الرجل وأقر
بخيانته... فحبسه حتى جاء صاحبه، وأمره برد وديعته إليه.
وي من أن رجلين اختصما
إليه في قطيفتين مما
يوضع على الرأس ويسدل
على الكتفين.....
إحداهما خضراء جديدة
ثمينه،والأخرى حمراء بالية.
فقال المدعي: نزلت
إلى الحوض لأغتسل،ووضعت قطيفتي الخضراء مع ثيابي على حافة الحوض
وجاء خصمي فوضع قطيفته
الحمراء إلى جانب قطيفتي ونزل إلى الحوض وخرج قبلي......
فلبس ثيابه وأخذ
قطيفتي فألقاها على رأسه وكتفيه ومضى بها.
فخرجت على أثره وتبعته
وطالبته بقطيفتي فزعم أنها له....
فقال إياس للرجل
المدعى عليه:
وما تقول أنت؟!
فقال: هي قطيفتي
وهي في يدي.
فقال إياس المدعي
:ألك بينة؟
فقال: كلا.
فقال لحاجبه: أحضر
لي مشطا فأحضر له....
فمشط شعر رأس الرجلين
فخرج من رأس أحدهما زغب أحمر من نثار
صوف القطيفة فأمر
له بالقطيفة الحمراء.
وخرج من رأس الآخر
زغب أخضر .. فقضى بالقطيفة الحمراء لصاحب الزغب الأحمر ، وبالقطيفة الخضراء لصاحب الزغب
الأخضر .
روى عنه أنه كان
يتعلم الحساب في كتاب لرجل يهودي من أهل الذمة ... فاجتمع عند المعلم أصحابه من
اليهود، وجعلوا يتكلمون
في أمور الدين وهو ينصت إليهم من حيث لا يدرون ..
فقال المعلم لأصحابه:
ألا تعجبون للمسلمين، غهم يزعمون أنهم يأكلون في الجنة ولا يتغوطون!!
فالتفت إليه أياس
وقال:أتأذن لي يا معلم بالكلام فيما تخوضون فيه؟
فقال المعلم: نعم .
فقال الفتى : أكل
ما يؤكل في الدنيا يخرج غائطا؟
فقال المعلم : لا
فقال الفتى : فأين
يذهب الذي لا يخرج ؟
فقال المعلم: يذهب
غذاء للجسم .
فقال الفتى: فما
وجه الاستنكار منكم إذا كان يذهب بعض ما نأكله في الدنيا غذاء، أن يذهب كله في الجنة
في الغذاء؟
فلوى المعلم يده
وقال له : قاتلك الله من فتى .
ومن أخبار فطنته
وذكائه أنه كان في ((الكوفة)) رجل يظهر للناس الصلاح، ويبدي لهم الورع والتقى.....
حتى كثر الثناء عليه،واتخذه
بعض الناس أمينا لهم يأتمنونه على مالهم إذا سافروا.....
ويجعلونه وصيا على
أولادهم إذا أحسوا بدنو الأجل.
فأتاه رجل واستودعه
مالا،ولما احتاج الرجل لماله طلبه منه فأنكره.
فمضى إلى إياس وشكا
له الرجل،فقال للمشتكي:
أعلم صاحبك أنك تريد
أن تأتيني؟
قال:لا.
فقال له:انصرف وعد
إلي غدا.......
ثم أرسل إياس على
الرجل المؤتمن وقال له:
لقد اجتمع لدي مال
كثير لأيتام لا كافل لهم وقد رأيت أن أودعه
لديك وأن أجعلك وصيا
عليهم،فهل منزلك حصين ووقتك متسع؟
فقال:نعم أيها قاضي.
فقال:تعال إلي بعد
غد وأعد موضعا للمال.....
وأحضر معك حمالين
يحملونه....
وفي اليوم التالي
جاء الرجل المشتكي؛فقال له إياس:
انطلق إلى صاحبك
واطلب منه المال،فإن أنكره فقل له:
أشكوك إلى القاضي.
فأتاه الرجل فطلب
منه ماله،فامتنع عن إعطائه له وجحده.
فقال له:إذا أشكوك
إلى القاضي.
فلما سمع ذلك منه
دفع إليه المال،وطيب خاطره.
فرجع الرجل إلى إلياس
وقال:
لقد أعطاني صاحبي
حقي و جزاك الله خيرا.
ثم جاء الرجل المؤتمن
إلى إياس في موعده ومعه الحمالون،فزجره
وأشهره وقال له:
بئس الرجل أنت يا
عدو الله،لقد جعلت الدين مصيدة للدنيا.......
لكن إياس مع شدة
ذكائه،وقوة عارضته وسرعة بديهته ....ربما
صادف من يقارعه الحجة
بالحجة، ويقطع عليه سبل الكلام ويفحمه.....
حدث عن نفسه قال:
ما غلبني أحد قط
سوى رجل واحد، وذلك أني كنت في مجلس
القضاء بــ((البصرة))فدخل
علي رجل،فشهد عندي أن البستان الفلاني هو
ملك فلان،وحدده لي.......
فأردت أن أمتحن شهادته.
فقلت له:وكم عدد
شجر البستان؟.
فأطرق قليلا،ثم رفع
رأسه وقال:
منذ كم يحكم سيدنا
القاضي في هذا المجلس؟.
فقلت: منذ كذا سنة.
فقال: كم عدد الخشب
سقف هذا المجلس؟.
فلم أعرف، وقلت:
الحق معك ..
ثم أجزت شهادته.........
ولما بلغ إياس بن
معاوية المزني السادسة والسبعين من عمره،رأى نفسه وأباه
في المنام راكبين
على فرسين،فجريا معا.....فلم يسبق أباه ولم يسبقه أبوه،
وكان والده قد مات
عن ست وسبعين سنة.
وفي ذات ليلة أوى
إياس وقال لأهله:
أتدرون أي ليلة هذه؟.
قالوا:لا.
قال: في هذه الليلة
استكمل أبي عمره.
فلما أصبحوا، وجدوه
ميتا.
كان هناك مجموعة
من العلماء يحقدون على الإمام الشافعي، ويدبرون له المكائد عند الرشيدُ ، فاجتمعوا
وقرروا أن يجمعوا له العديد من المسائل الفقهية المعقدة لإختبار ذكائه.
و سئل: كان رجلان
فوق سطح منزل، فسقط أحدُهما فمات فحرمت على الآخر زوجته؟ فكر قليلاً: فأجاب : إن الرجل
الذي سقط فمات كان مزوجاً ابنته من عبده الذي كان معه فوق السطح، فلما مات أصبحت البنت
تملك ذلك العبدَ الذي هو زوجها فحرمت عليه.
إلى هنا لم يستطع
الرشيدُ الذي كان حاضرًا تلك المساجلة أن يخفي إعجابه بذكاء الشافعي وسرعة خاطرته
فهمه وحس إدراكه.
وقال لبني عبد مناف: لقد بيّنتَ فأحسنت وعبَّرتَ فأفصحت وفسَّرتَ فأبلغت.
فقال الشافعي: أطال
الله عمر أمير المؤمنين، إني سائل هؤلاء العلماء مسألة، فإن أجابوا عليها فالحمد لله،
وإلا فأرجو أمير المؤمنين أن يكفَّ عني شرَّهم فقال الرشيد: لك ذلك، وسلهم ما تريد
يا شافعي.
فقال الشافعي: مات
رجلٌ وترك 600 درهم، فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهمًا واحدًا، فكيف كان الظرف
في توزيع التركة؟؟ فنظر العلماء بعضُهم إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم الإجابة على
السؤال، فلما طال بهم السكوت، طلب الرشيد من الشافعي الإجابة.
فقال الشافعي: مات
هذا الرجل عن ابنتين وأم و زوجة واثني عشر أخاً وأختٍ واحدةٍ، فأخذت البنتان الثلثين
وهما 400 درهم، وأخذت الأم السدسَ وهو 100 درهم، وأخذت الزوجة الثمنَ وهو75 درهم، وأخذ
الإثنا عشر أخاً 24 درهمًا فبقي درهم واحد للأخت.
فتبسم الرشيدُ وقال:
أكثر الله في أهلي منك. وأمر له بألفي درهم فتسلَّمها الشافعي ووزَّعها على خدم القصر
كان هناك مجموعة
من العلماء يحقدون على الإمام الشافعي ويدبرون له المكائد عند الأمراء .. فأجتمعوا
وقرروا أن يجمعوا له العديد من المسائل الفقهية المعقدة لإختبار ذكائه .. فاجتمعوا
ذات مرة عند الخليفة الرشيد الذي كان معجبًا بذكاء الشافعي وعلمه بالأمور الفقهية وبدأوا
بإلقاء الأسئلة والفتاوى في حضور الرشيد
فسأل الأول : ما
قولك في رجل ذبح شاة في منزله ثم خرج في حاجة فعاد وقال لأهله : كلوا أنتم الشاة فقد
حرمت علي .. فقال أهله : علينا كذلك
فكر قليلاً فأجاب
الشافعي : إن هذا الرجل كان مشركاً فذبح الشاة على اسم الأنصاب وخرج من منزله لبعض
المهمات فهداه الله إلى الإسلام وأسلم فحرمت عليه الشاة وعندما علم أهله أسلموا هم
أيضاً فحرمت عليهم الشاة كذلك.
وسُئل : شرب مسلمان
عاقلان الخمر .. فلماذا يُقام الحد على أحدهما ولا يُقام على الآخر ؟
فكر قليلاً : فأجاب
إن أحدَهما كان صبياً والآخرُ بالغاً.
وسُئل : زنا خمسة
أفراد بإمرأة .. فوجب على أولِهم القتل .. وثانيهم الرجم .. وثالثِهم الحد .. ورابعِهم
نصفُ الحدِّ .. وآخرهم لا شيء ؟
فكر قليلاً فأجاب
: استحل الأولُ الزنا فصار مرتدًا فوجب عليه القتل .. والثاني كان محصناً .. والثالثُ
غيرَ محصنٍ .. والرابعُ كان عبداً .. والخامسُ مجنوناً.
وسُئل : رجل صلى
ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته !! .. ولما سلم عن يساره بطلت صلاته !! .. ولما نظر إلى
السماء وجب عليه دفع ألف درهم ؟
فكر قليلاً ثم قال
الشافعي : لما سلم عن يمينه رأى زوج امرأته التي تزوجها في غيابه فلما رآه قد حضر طلقت
منه زوجته .. ولما سلم عن يساره رأى في ثوبه نجاسة فبطلت صلاته .. فلما نظر إلى السماء
رأى الهلال وقد ظهر في السماء وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر.
وسُئل : ما تقول
في إمام كان يصلي مع أربعة نفر في مسجد فدخل عليهم رجل .. ولما سلم الإمام وجب على
الإمام القتل وعلى المصلين الأربعة الجلد ووجب هدم المسجد على أساسه ؟
فكر قليلاً فأجاب
الشافعي : إن الرجل القادم كانت له زوجة وسافر وتركها في بيت أخيه فقتل الإمام هذا
الأخ وأدعى أن المرأة زوجة المقتول فتزوج منها .. وشهد على ذلك الأربعة المصلون ..
وأن المسجد كان بيتًا للمقتول .. فجعله الإمام مسجدًا !.
وسُئل : ما تقول
في رجل أخذ قدح ماء ليشرب .. فشرب حلالاً وحرم عليه بقية ما في القدح ؟
فكر قليلاً فأجاب
: إن الرجل شرب نصف القدح فرعف ( أي نزف ) في الماء المتبقي .. فاختلط الماء بالدم
فحرم عليه ما في القدح !.
وسُئل : كان رجلان
فوق سطح منزل .. فسقط أحدُهما فمات فحرمت على الآخر زوجته ؟
فكر قليلاً فأجاب
: إن الرجل الذي سقط فمات كان مزوجاً ابنته من عبده الذي كان معه فوق السطح .. فلما
مات أصبحت البنت تملك ذلك العبدَ الذي هو زوجها فحرمت عليه.
إلى هنا لم يستطع
الرشيدُ الذي كان حاضرًا تلك المساجلة أن يخفي إعجابه بذكاء الشافعي وسرعة خاطرته وجودة
فهمه وحس إدراكه .. وقال لبني عبد مناف : لقد بينت فأحسنت وعبرت فأفصحت وفسرت فأبلغت
فقال الشافعي : أطال
الله عمر أمير المؤمنين إني سائل هؤلاء العلماء مسألة فإن أجابوا عليها فالحمد لله
وإلا فأرجو أمير المؤمنين أن يكف عني شرهم فقال الرشيد لك ذلك وسلهم ما تريد يا شافعي
.. فقال الشافعي : مات رجلٌ وترك 600 درهم .. فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهمًا
واحدًا .. فكيف كان الظرف في توزيع التركة ؟؟
فنظر العلماء بعضُهم
إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم الإجابة على السؤال
فلما طال بهم السكوت
طلب الرشيد من الشافعي الإجابة
فقال الشافعي : مات
هذا الرجل عن ابنتين وأم و زوجة واثني عشر أخاً وأختٍ واحدةٍ .. فأخذت البنتان الثلثين
وهما 400 درهم .. وأخذت الأم السدسَ وهو 100 درهم .. وأخذت الزوجة الثمنَ وهو75 درهم
.. وأخذ الإثناعشر أخاً 24 درهمًا فبقي درهم واحد للأخت
فتبسم الرشيدُ وقال :
أكثر الله في أهلي
منك .. وأمر له بألفي درهم فتسلمها الشافعي ووزعها على خدم القصر...
إذا صلى المسلم وفي
ثيابه نجاسة ، ولم يذكر إلا بعد الصلاة ، أو لم يعلم إلا بعد الصلاة فإن صلاته صحيحة
على الصحيح ، ومعذور بالجهل والنسيان إذا انتهت صلاته قبل أن يعلم ؛ لقول الله سبحانه
: "رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا" ولما ثبت
عنه صلى الله عليه وسلم أنه دخل الصلاة يوما وفي نعليه قذر ، فأخبره جبرائيل في أثناء
الصلاة أن بهما قذرا ، فخلعهما ولم يعد أول الصلاة ، بل استمر في صلاته ؛ لأنه جاهل
بذلك القذر ، وهكذا من دخل في صلاته وفي ملابسه شيء من النجاسة ، ولم يعلم أو لم يذكر
إلا بعد الفراغ فإن صلاته صحيحة في أصح قولي العلماء .
(فتاوى نور على الدرب)
وهذ ا ما أعرفه أن
إكتشاف النجاسة عند الإنتهاء من الصلاة لا يبطلها ، لذلك استغربت..
اما انا افقه من
الشافعي , وهذا امر صعب التصديق , واما ان القصة ليست للشافعي وهذا ما ارجحه :confused:
اولا : كيف بعد ان
دخل الرجل في الاسلام يأمر اهله بمنكر اي حرام حرمه هو على نفسه !!! بدلا من ان يدعوهم
الى الخير ويأمرهم بالمعروف فإن لم يطيعوه في الله فهم ليسوا من اهله .
انما الصواب ان الرجل
مسلم وبعد ان خرج من منزله لحاجة , نوى الصيام ( مثلا تذكر انه يوم عاشوراء محرم )
وكان ان رجع الى منزله بعد الفجر فقال كلوا أنتم الشاة فقد حرمت علي .. فقال أهله
( زوجته ) : علينا كذلك ( ذلك بانها نوت الصيام وامسكت عن الاكل والشرب حتى تستاذن
زوجها بعد عودته الى المنزل في اتمامه فلما انبأها انه نوى الصيام نوت اتمامه ).
ثانيا : طالما هما
عاقلان فلا يجوز اسقاط حد شرب الخمر عن احدهما بذريعة السن , فمناط التكليف هو العقل
ومن هو دون سن التكليف ليس بعاقل (بحسب الاصطلاح الفقهي ) .
انما الصواب ان الذي
لم يقم عليه الحد شرب الخمر مُكرها , حيث اكرهه وهدده الاخر وكان غالبا على امره (
الذي اقيم عليه الحد ) بعد ان لعب الخمر برأسه وسكر , ان لم يطعه ويشرب الخمر يقتله.
ثالثا : خمسة افراد
زنوا بامراة
بشأن الاول : فلا
علاقة بين الارتداد عن الإسلام والزنا, ولا يتحمل ذلك سياق القصة الذي اوجب القتل بناءا
على الزنا , واضف ايضا ان من يرتد يُستتاب اولا فإن لم يتب يُقتل , وليس في القصة ذكر
للإستتابة .
والصواب ان الاول
زنى بمحارمه وفي العلن (امام هؤلاء الاربعة ) ودعى الاخرين الى الزنا مع محارمه هذه
وفي العلن كذلك , لا لحاجة ما وانما اتباع الهوى والنفس الامارة بالسوء , فكان مفسدا
في الارض ( من دعاة اباحة الفجور وانتشار الفواحش بين المسلمين ) فاستحق القتل .
بشأن الثاني فلا
معنى للجواب انه رُجم لأنه زنى وكان محصنا , لأن المحصن هو من يؤمن ان الزنا حرام
, وبالتالي المحصن هو من يعلم ان هنالك عقوبة دنيوية مترتبة على الزنا فضلا عن عقاب
الاخرة , ولا ينوي الزنا . ولا علاقة لهذا بنوع العقوبة الجلد ام الرجم . لأن المحصن
قد يكون قد أُحصن ( اي متزوج ويجامع زوجته ) , وقد لا يكون قد أُحصن ( اي غير متزوج
او متزوج ولكن لا يجامع زوجته لأمر ما ) .
الصواب ان يُقال
قد أحصن وزنى فاستحق الرجم ,( وما بينته الفاظ الاحاديث الشريفة من نطق ويدل عليه القرآن
الكريم ان المحصن ليس هو من قد أُحصن من حيث الدلالة اللغوية ) تماما كما نقول ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان قد سُحر قبل نزول المعوذتين , فلا يمكن ان نقول انه كان
مسحورا قبل المعوذتين ), فالعبارة الاخيرة تحمل معنى خاطيء ومغاير للعبارة الاولى .
بشأن الثالث : فلا
يقال كان غير محصن , لأن غير المحصن ( قد يكون متزوجا او غير متزوج ) تعني انه يُحلل
الزنا (اي لا يجد ان الزنا حرام سواء مارسه ام لم يمارسه , وبهذا فهو مرتد ) . لكن
يُقال عنه مسلم لم يكن قد أُحصن وزنى .
بشأن الرابع : فلا
يُقال كان عبدا , لأن العبد عليه ما على الحر في اقامة حد الزنا وليس نصف الحد , انما
الاختلاف (نصف العذاب ) في النساء .
بشأن الخامس : فلا
يُقال المجنون لأن المجنون لا يزني (ربما تغشاها لكن لا يزني , اي لا يعي ويدرك امر
الزنا , وفي القصة زنى خمسة افراد بامراة ) , فمن زنى فهو ليس بمجنون . والصواب ان
الخامس كان لا يعرف حرمة الزنا فهو حديث عهد في الاسلام وقبلا كان على دين اخر لن يُقبل
منه يُحلل الزنا .
فقد سُئل الامام
الشافعي عن رجل في فمه تمرة
فقال : إن أكلتها
فامرأتي طالق , و إن طرحتها فامرأتي طالق .
قال الامام الشافعي
: يأكل نصفاً و يطرح النصف !!
قال الربيع بن سليمان
: كنت يوماً عند الامام الشافعي فجاءه رجل فقال : أيها العالم ما تقول
في حالف حلف : إن
كان في كمي دراهم أكثر من ثلاثة فعبدي حر ؟! وكان في كمه أربعة دراهم !!
فقال الامام الشافعي
: لم يعتق عبده , قال الرجل : لم ؟
قال الامام الشافعي
: لأنه استثنى من جملة ما في كمه دراهم , والدرهم لا يكون دراهم
فقال الرجل : آمنت
بالذي فوَهك هذا العلم .
جاءت امرأة الى الامام
الشافعي وقالت له :
مات اخي وترك
600 درهم .. فلم أنل من هذه التركة إلا درهمًا واحدًا .. فكيف هذا ؟
فقال الامام الشافعي
: لعل هذا الرجل مات عن ابنتين وأم و زوجة واثني عشر أخاً وأختٍ واحدةٍ
فأخذت البنتان الثلثين
وهما 400 درهم .. وأخذت الأم السدسَ وهو 100 درهم
وأخذت الزوجة الثمنَ
وهو 75 درهم .. وأخذ الإثنا عشر أخاً 24 درهمًا فبقي درهم واحد للأخت والتي هي انت !!!!!
عندما كان الامام
الشافعي صغيرا كان يتردد كثيرا على مجلس الامام مالك
ولانه وقتها صغير
السن كان لا يستطيع ان يجلس في مجلس علم الامام مالك
فكان يلجأ الي ان
يسال كل من يطلب الامام مالك في فتوى عن الاجابة
وفي مرة جاء رجل
الي الامام مالك ليسأله في امر , حيث انه قال لزوجته : ( انتِ طالق ان لم تكوني اجمل
من القمر )
فقال له الامام مالك
انت قد طلقتها , فخرج الرجل حزيناً , فسأله الامام الشافعي عن جواب فتواه
وعندما علم الامام
الشافعي دخل الي الامام مالك وقال له يا امام الله سبحانه وتعالي يقول : ( لقد خلقنا
الانسان في أحسن تقويم )
فتراجع الامام مالك
عن فتواه وقال : ( اخطأ مالك وأصاب الشافعي )
ومن حينها صار يسمح
للامام الشافعي للدخول الي مجلسه ..
ذات يوم جاء بعض
الملحدين إلى الإمام الشافعي وكان يجلس تحت شجرة للتوت
وطلبوا منه أن يذكر
لهم دليلاً على وجود الله عز وجل , فقال لهم على الفور : انا اعطيكم الدليل عبر ورقة
التوت هذه !!
فتعجب الملحدون وقالوا
: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله ؟!
فقال الإمام الشافعى
: ورقة التوت طعمها واحد ؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا طريا
وإذا أكلها النحل
أخرج عسلاً جنيا , وإذا أكلها الظبي أخرج المسك زكيا
وإذا أكلتها الشاة
أخرجت لبناً شهيا ، فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج ؟! إنه الله عز وجل
فأعجب الملحدون بذكائه
واسلم كثيرا منهم ..
كان الامام الشافعي
في جلسة علم له وبعد ان انهاها خرج هو وتلاميذه
فذهب اليه احد السفهاء
الحاقدون وشتمه وسبه سبا شنيعاً !!
فقال احد تلاميذ
الامام الشافعي : دعني اؤدبه يا امام .. فقال له الامام الشافعي : لا دعه .. ثم أنشد
قائلا :
يخاطبني السفيه بكل
قبح .. فآبى أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد
حلماً .. كعودٍ زاده الإحراق طيبا
كان الامام الشافعي
رضي الله عنه يستشهد كثيرا في مجالس علمه
بأقوال واشعار وفتاوي
الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه ..
فذهب اليه احد الخوارج
برؤيا رآها قبحهم الله - الذين يكفرون سيدنا علي -
فقال : يا ابا عبد
الله , كلما جلستَ في مجلس تكلمتَ فيه عن فقه علي وعن علم علي !
ولقد رأيته البارحة
في منامي .. وكلما طرحتُ عليه سؤالاً قال لي : سلاما .. سلاما
إنه جاهل , إنه لا
يعرف شيئا !
فضحك الامام الشافعي
وقال : وهل ترى جواباً اعظم من هذا الجواب ؟
ألم تقرأ قول الله
سبحانه : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً
) ؟؟
فضج المجلس كله بالضحك ^^
قال الربيع : مرض
الامام الشافعي فدخلت عليه
فقلت : يا أبا عبد
الله قوى الله ضعفك
فقال : يا ابا محمد
لو قوى الله ضعفي على قوتي لأهلكني
قلت : يا ابا عبد
الله ما أردت الا الخير
فقال : ولو دعوت
الله عليّ لعلمت أنك لم ترد الا الخير !
قيل للامام الشافعي :
إني رأيت رجلا يصلي
اماماً بنفسين - يعني بفردين - وهو صائم
فالتفت عن يمينه
فنظر الى قوم يتحدثون , فحرمت عليه امرأته وبطل صومه
ووجب جلد المأمومين
ونقض الجامع - يعني هدمه - وبطلت صلاته .. فكيف هذا ؟!!
فقال الامام الشافعي
: هذا رجل قد تزوج بامرأة قد غاب زوجها وشهد المأمومان بوفاته
وأنه وصى بداره ان
تجعل مسجدا وكان مقيما صائما , فالتفت فرأى زوج المرأة قد قدم
والناس يقولون خرج
يوم الصوم وجاء يوم العيد , وهو لم يعلم بأن هلال شوال قد رئُي
ورأى الى جانبه ماء
وعلى ثوبه نجاسة , فإن المرأة تحرم عليه لقدوم زوجها
وصومه يبطل بكون
اليوم عيدا , وصلاته تبطل برؤية الماء , ويُجلد الرجلان لكونهما شاهدي زور
ويجب نقض المسجد
لأن الوصية لم تصلح والدار لمالكها !
سـأل بعض الناس الامام
الشافعي عن ثمانيـة أشياء فقالوا له :
ما رأيك في واجب
وأوجب وعجيب وأعجب وصعب وأصعب وقريب وأقرب ؟
فرد عليهم بقوله
: من واجب الناس أن يتوبوا ولكن ترك الذنوب أوجب والدهر في صرفه عجيب وغفلة الناس عنه
أعجب
والصبر في النائبات
صعب ولكن فوات الثواب أصعب وكل ماترتجي قريب والموت من دون ذلك أقرب
~ .. فراسة الامام الشافعي رضوان الله عليه .. ~
قال الربيع : مر
أخي في صحن الجامع .. فدعاني الامام الشافعي فقال لى : " ياربيع أنظر إلى الذى
يمشى هذا أخوك ؟ "
قلت : نعم أصلحك
الله , قال : " اذهب " .. ولم يكن رآه قبل ذلك
قال قتيبة بن سعيد
: رأيت محمد بن الحسن والامام الشافعى قاعدين بفناء الكعبة فمر رجل
فقال أحدهما للآخر
: تعال نركز على هذا المار أى حرفة معه
فقال أحدهما هذا
خياط وقال الآخر هذا نجار فبعثا إليه فسألاه .. فقال : كنت نجارا واليوم أخيط
وقال الربيع : سمعت
الامام الشافعى وقدم عليه رجل من أهل صنعاء فلما رآه
قال الامام الشافعي
له : من أهل صنعاء ؟ قال : نعم , قال : فحداد أنت ؟ قال نعم !!
وقال الربيع : كنا
عند الشافعي إذا مر به رجل فقال الامام : لا يخلو هذا أن يكون حائكا أو نجارا
قال : فدعوناه
.. فقال الامام : ما صنعتك ؟ فقال : نجار , فقلنا : أو غير ذلك ؟ قال عندى غلمان يعملون
الثياب !!
وقال الربيع : دخلنا
على الامام الشافعي عند وفاته أنا والبويطي والمزني ومحمد بن عبد الله ابن عبد الحكم
قال فنظر إلينا الامام
الشافعي ساعة فأطال ثم التفت فقال : أما أنت يا أبا يعقوب فستموت في حديد يعنى البويطي
وأما أنت يا مزني
فسيكون لك بمصر هنات وهنات ولتدركن زمانا تكون أقيس أهل ذلك الزمان
وأما انت يا محمد
فسترجع إلى مذهب أبيك وأما أنت يا ربيع فأنت أنفعهم لى في نشر الكتب
قم يا أبا يعقوب
فتسلم الحلقة .. قال الربيع : فكان كما قال !!
وقال الربيع : ما
رأيت أفطن من الشافعي لقد سمى رجالا ممن يصحبه فوصف كل واحد منهم بصفة ما أخطأ فيها
فذكر المزني والبويطى
وفلانا فقال ليفعلن فلان كذا وفلان كذا وليصحبن فلان السلطان وليقلدن القضاء
وقال لهم يوما وقد
اجتمعوا ما فيكم أنفع من هذا وأومأ إلي لأنه أمثلكم بأخيه
وذكر صفاتا غير هذه
فلما مات الامام الشافعي صار كل منهم إلى ما ذكر فيه ما أخطأ في شيء من ذلك !!
~ .. واخيرا فأختم بهذين الموقفين .. ~
عن المزني قال :
دخلت على الامام الشافعي في علته التي مات فيها فقلت كيف أصبحت ؟
فقال : أصبحت من
الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا ولكأس المنية شاربا ولسوء أعمالي ملاقيا وعلى الله تعالى
واردا
فلا أدري روحي تصير
إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول :
ولما قسا قلبي وضاقت
مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبـي فلمـا
قرنتـه ... بعفوك ربي كان عفوك أعظمــا
وما زلت ذا عفو عن
الذنب لم تزل ... تجود وتعفـو منـةً وتكَرُّمــا
وعن الربيع قال
: كنا جلوسا في حلقة الامام الشافعي بعد موته بيسير
فوقف علينا أعرابي
فسلم ثم قال لنا : أين قمر هذه الحلقة وشمسها ؟
فقلنا : توفي رحمه
الله .. فبكى بكاءً شديداً ثم قال : رحمه الله وغفر له فلقد كان يفتح ببيانه منغلق
الحجة
ويسد على خصمه واضح
المحجة ويغسل من العار وجوها مسودة ويوسع بالرأي أبوابا منسدة ثم انصرف
~ وصلى الله تعالى على رسولنا وحبيبنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم .. ~
رد: ذكاء وفراسة
الامام الشافعي نضّر الله وجهه ورضي عنه ورحمه
وعن الربيع قال
: كنا جلوسا في حلقة الامام الشافعي بعد موته بيسير
فوقف علينا أعرابي
فسلم ثم قال لنا : أين قمر هذه الحلقة وشمسها ؟
فقلنا : توفي رحمه
الله .. فبكى بكاءً شديداً ثم قال : رحمه الله وغفر له فلقد كان يفتح ببيانه منغلق
الحجة
ويسد على خصمه واضح
المحجة ويغسل من العار وجوها مسودة ويوسع بالرأي أبوابا منسدة ثم انصرف
:::::::::
لقد كان حقاً قمر
حلقته وشمسها وما زال نور علمه يضئ لنا حتى الآن
فمهما قرأنا وسمعنا
عن علمه ومواقفه لن نرتوى من هذه السيرة العطرة
فجزاه الله عنا خير
الجزاء وجعل الفردوس الأعلى مثواه
وجزاكم الله كل خير
أخى البطل المجاور
وجعل ما قدمت لنا
فى ميزان حسناتك بإذنه تعالى.
1 - كتاب الاذكياء للامام ابن الجوزي رحمه الله
جل وعلا
2 - وكتاب صفة الصفوة الجزء الاول له ايضا
3 - وكتاب مفتاح دار السعادة الجزء الثاني للامام
ابن القيم رحمه الله تعالى
جلس الخليفة ابو
جعفر المنصور في إحدى قباب بغداد، فرأى رجلا ملهوفا يجول في الطرقات، فأرسل إليه من
أتاه به، فلما سأله عن حاله أخبره أنه خرج في تجارة فكسب منها مالاً، فدفعه إلى امرأته
واستأمنها عليه، ثم طلبه منها فيما بعد، فذكرت المرأة أنه سرق من البيت ولم ير الرجل
أثراً ولا علامة على ذلك، فالجدران سليمة وما عليها أثر اقتحام للبيت أو سرقة.
فقال المنصور: “منذ
كم تزوجتها؟”، قال: “منذ سنة”، قال المنصور: “بكراً أو ثيبا؟”، قال: “ثيباً”، قال المنصور:
“افلها ولد من غيرك؟”، قال: “لا”، قال المنصور: “فشابة هي أم مُسنّة؟” قال: بل شابة،
(اي انها كانت عند زوج من قبل ولازالت شابة، فوقع في نفس المنصور احتمال أن تكون متعلقة
برجل من قبل).
فدعا المنصور بقارورة
طِيب (عطر) كان يُعمل له، حادّ الرائحة غريب النوع لا يوجد له مثيل، فدفعها إلى الرجل
وقال له: تطيّب من هذا الطيب فإنه يُذْهِبُ همَّك.
فلما خرج الرجل من
عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته: “ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم،
فمن مر به أحد فشم منه هذا الطيب فليأتيني به”.
وخرج الرجل بالطيب
فدفعه إلى امرأته وقال لها: ”وهبه لي أمير المؤمنين”، فلما شمّته أعجبها، فبعثت ببعضه
إلى رجل كانت تحبه، وهو الذي دفعت إليه مال زوجها، وقالت له: تطيّب من هذا الطيب فإن
أمير المؤمنين وهبه لزوجي، ثم إنه مرّ مجتازا ببعض أبواب المدينة فشمّ المُوكَل بالباب
رائحة الطيب منه، فأخذه وأتى به الى المنصور.
فقال له المنصور:
”من أين حصلت على هذا الطيب فإن رائحته غريبة مُعجِبة؟”، قال: اشتريته، قال: “من أين
اشتريته؟”، فتلجلج الرجل واختلط كلامه، فدعا المنصور والي شرطته وقال له: ”خذ هذا
الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخلِّه يذهب حيث شاء، وإن امتنع فاضربه ألف
سوط”، فخرج به صاحب الشرطة وجرده ودعا بالسياط ليضربه، فأذعن الرجل وردّ الدنانير.
ثم دعا المنصور زوج
المرأة وقال له: ”لو رددتُ عليك الدنانير التي سُرقت منك، أتحكّمني في امرأتك؟”
قال: نعم، قال المنصور: فهذه دنانيرك، وامرأتُك طالق منك”، ثم أخبره بخبرها.
نتحدث اليوم عن فراسة
التابعي الجليل “إياس بن معاوية المزني”، وهو حجة العرب في الذكاء والفراسة وحسن الفطنة،
فلقد كان ذكياً سريع البديهة مفوهاً قوي الحجة، ولقد شاعت اخباره وقصص ذكائه وفراسته
في كل مكان حتى صار يأتيه الناس من كل حدب وصوب ليعرضون عليه مشكلاتهم في العلم والدين،
ولينهلوا من فيض علمه وفراسته.
وصار يضرب به المثل
في الذكاء والفطنة فيقال: أذكى من إياس بن معاوية.
وقد ذكره الشاعر
ابي تمام في بيت شعر مشهور جدا كان يقصد به مدح احمد بن المعتصم فقال:
إقدامُ عَمْرو في
سَماحةِ حَاتِم . . . في حِلمِ أحنَفَ في ذَكاءِ إِيَاسِ
وقال فيه الحريري
في مقاماته: فإذا ألمعيَّتي ألمعية ابن عباس، وفراستي فراسة إياس.
ولهذا ولاه الخليفة
عمر بن عبد العزيز قضاء البصرة، ويوجد العديد من القصص التي تظهر فراسة وذكاء اياس
بن معاوية، وخصوصا في مجال القضاء ونصرة المظلومين، ومن اشهر هذه القصص القصة التالية:
من فراسة وفطنة القاضي
- اياس بن معاوية المزني
من فراسة وفطنة القاضي
– اياس بن معاوية المزني
كان في الكوفة رجل
يظهر للناس الصلاح، ويبدي لهم الورع والتقى، حتى كثر الثناء عليه، واتخذه بعض الناس
أمينا لهم يأتمنونه على مالهم اذا سافروا، ويجعلونه وصيا على اولادهم إذا احسوا بدنو
الاجل.
فحدث ان استودع رجل
مالا عند هذا الرجل الذي اشتهر بامانته، ثم خرج صاحب المال الى مكة، فلما عاد وطلب
ماله، فجحده الرجل وانكره، فأتى صاحب المال الى القاضي اياس بن معاوية واخبره بهذا
الامر.
فقال له إياس: اعلم
الرجل انك تريد أن تأتيني؟
قال: لا
قال إياس: افنازعته عند احد؟
قال: لا، لم يعلم بهذا الأمر أحد.
فقال إياس: انصرف
واكتم امرك ثم عد إلي بعد يومين، فمضى الرجل.
ثم أرسل إياس إلى
الرجل المؤتمن، وقال له: لقد اجتمع لدي مال كثير للأيتام ولا كافل لهم، وقد رأيت أن
أودعه لديك وأن أجعلك وصيًّا عليهم فهل منزلك حصين ووقتك متسع؟
قال: نعم أيها القاضي.
قال إياس: تعال إلي
بعد غد، وأعد موضعًا للمال في بيتك، وقوما يحملونه.
وعاد الرجل صاحب
الوديعة الى اياس فقال له: انطلق الى صاحبك فاطلب مالك، فإن اعطاك فذاك، وإن جحدك فقل
له: اني سأخبر القاضي إياس.
فذهب الى الرجل وقال
له: اعطني مالي، فامتنع عن إعطائه وجحده، فقال
له: إذًا أشكوك إلى القاضي، فلما سمع ذلك منه دفع المال إليه فوراً، وطيَّب خاطره.
فرجع الرجل إلى إياس
وقال: لقد أعطاني صاحبي حقي، وجزاك الله خيراً.
ثم جاء المؤتمن بعد
غدٍ إلى إياس في موعده ومعه الحمالون، فزجره إياس وانتهره وقال له: بئس الرجل أنت يا
عدو الله، لقد اتخذْتَ الدين مطية للدنيا، ابتعد ولا تقربني يا خائن.
وهكذا كان التابعي
الجليل إياس ابن معاوية يستغل فطنته وذكائه وفراسته في إعادة الحق الى اهله، وإنصاف
المظلومين وإقامة العدل بين الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق